(الوباء الحقيقي) بقلم د. عبدالكريم عبدالحميد الخلف
– أنظروا أحبابي اليوم الكويت ودول أخرى تغلق المساجد فلا جمعة ولا صلوات ، وفي مصر تغلق المساجد ولا تصلى الجمعة لانقطاع الطرق بسبب شدة الأمطار، ومن قبلها البيت الحرام يغلق فلا معتمرين ولا طائفين ، ودول أخرى تجعل الأذان والإقامة معاً.
– نعم هذا هو البلاء الحقيقي.
– لاشك أن كورونا وهلعه بلاء – وسيول مصر التي أحالت ضوء النهار إلى ظلام مرعب من شدتها بلاء – ومن قبلهم ملايين المشردين والقتلى من المسلمين بلا ذنب بلاء،
– ولكن يبقى البلاء الحقيقي هو طرد الله عز وجل للناس من بيوته،
فتكون المساجد في الارض ومن قبلهم البيت الحرام بلا مصلين ،(نعم أعرضوا عنه فأعرض عنهم) .
– فليبكي الباكون على سكينة المسجد وجلسة الضحى والدعاء الذي لا يرد بين الأذان والإقامة .
وليبكي الباكون على أجر صلاة الجماعة وعلى الخطا إلى المساجد التي تحط الخطايا وترفع الدرجات.
وليبكي الباكون على أجر من بكّر إلى الجمعة واستمع وأنصت كانت له بكل خطوة أجر سنة صيام نهارها وقيام ليلها.
– إنها رسالة من ربًّ غضبان للخلق مفادها (انا غنيٌ عنكم وعن عبادتكم).
وكيف لا يغضب الله جل وعلا وقد حاربه أهل هذا الزمان بصنوف من المعاصي لم تكن موجودة من قبل واصبحت للمعاصي فنون وأشكال يضيق المقام والمقال عن سردها والجميع يعلمها الصغير قبل الكبير.
ولكنه برحمته ما تركنا هكذا هملاً نلاقي عاقبة الذنوب وإنما أرشدنا برحمته لطريق رفع البلاء.
قال تعالى( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا….)* آية 43 الأنعام.
– ها قد جاء البلاء… فأين التضرع؟ والتضرع هو التذلل والإستكانة لله عز وجلّ. إنّ الله عز وجل إذا أنزل بأسه بقومٍ ووفقهم للتوبة والرجوع كان البلاء تطهيراً وتمحيصاً ،
وإذا نزل بهم البلاء فلم يوفقهم للتوبة والرجوع بل تمادوا في غيهم وعصيانهم كان الهلاك والعياذ بالله.
إنّ الأمة تحتاج إلى توبة عامة ترجع بها إلى الله عز وجلّ ،ويحتاج كلُ واحدٍ إلى توبةٍ خاصة يقلع فيها عن شهواته ويخالف هواه.
من شاء فليتدبر الآيات من40الى 45 من سورة الأنعام.
– اللهّم لا تقطعنا عن بيوتك ولا تحرمنا -بذنوبنا- نعيم صلاة الجماعة ، وردنا إليك رداً جميلاً واقبل توبتنا ، واحفظنا وجميع المسلمين من عضال الداء وسيء الأسقام بعفوك يا كريم.
حسبنا الله .
كل ذلك من ترك الامر بالمعروف بالحكمة