ما بين الصراحة والوقاحة نصيحة أو فضيحة
الشيخ سمير الابراهيم
يدعى البعض انه يحبك ويحترمك ويحب مصلحتك فيقدم لك نصائح قد تكون فعلا أنت بحاجة إليها أو قد لاتكون محتاجا لهذه النصائح لأن وجهة نظر الناصح فيها نقص لفهم ما تقوم به . أوقد يقوم بنقدك على فعل أو عمل قمت به مدعيا أنه يتحدث بصراحة أو تهمه مصلحتك فيقدم أقولا قد تنقص من قدرك
فمتى تكون كلماته نصيحة ومتى تكون فضيحة .
يقول الشافعي رحمه الله: ” من وعظ أخاه سرّاً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه “.(الإحياء 2 / 182)
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي *** وجنِّني النصيحةَ في الجماعهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ *** من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي ***فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه
ديوان الإمام الشافعي
فالنصحية في الملأ وقاحة وفي السر صراحة فلا تتعمد النصح لأخيك في الملأ فتكون قد فضحته وانتقصت قدره
قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أمام الناس : يا أمير المؤمنين : إنك أخطأت في كذا وكذا ، وأنصحك بكذا وبكذا ، فقال له علي رضي الله عنه :” إذا نصحتني فانصحني بيني وبينك ، فإني لا آمن عليكم ولا على نفسي حين تنصحني علناً بين الناس “
وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي يقوم البعض بحجة النصيحة بالتعليق على مجموعات الواتس أب أو الفيس بنقد أخيه قد تكون مكرا وقد تكون عن حسن نية وهذا يؤدي للتباغض والتنافر
لذا وجب على العاقل أن يدرك مايقول وما يكتب فالمؤمن مرآة المؤمن والدين النصيحة وليس الفضيحة
سمير الابراهيم