مساجد أوروبا مزخرفة بأسماءالله_والصحابة والأفعال والأقوال تناقضها.
بقلم الشيخ الداعية : علي أحمد أبو الهدى
#تنبيه : المقال لست أعمم فيه أو أعني به أحداً بعينه .
إنما هي سلسلة مقالات أريد من خلالها التجرد من أي مجاملة علنا نصل منها للحقيقة التي تؤدي للحل .
للأسف حتى اللحظة لم نشهد من النخب الفكرية والدينية الأوروبية العربية طبعاً منذ عشرين عاماً إلا منشورات إدانة وتنديد لأي جريمة تحصل ؟
ولكن ماذا قدمت من شيء معاكس للقضاء على الفكر المتطرف أو جذب الشباب المسلم أو بناء هيكلية أو مؤسسة جامعة لأطياف المسلمين بشقيه العقدي السلفي الوسطي والأشعري الموجود في أوروبا ؟
ربما يقول قائل يوجد المجلس كذا و الجمعية كذا وكذا وكذا
ولكن إن دخلنا في تفاصيل تلك المسميات لوجدناها مخصصة وليست مؤممة ولا معممة وإن كان ظاهرها قد يوحي بذلك ، فتلك المسميات لم يسمع بها الا قلة قليلة فقط ، نهجها واضح و برامجها مكررة .
الأتراك لهم مؤسسة عريقة معترف بها أوروبياً رغم بعض الخلافات فيها ولكن ماذا عنا نحن العرب ؟؟
هل سوف نبقى نستشهد بقول الألماني فلان عن الإسلام و قول الفرنسي والنمساوي والبريطاني ووو عن الإسلام !!
كي نقرب الحقيقة أن الإسلام بريء .
أم يجب صنع دعائم أساسية مكونة من فئات إسلامية مخلصة هدفها بناء مجتمع متجانس تقضي فيه على المسميات البعثية و التحزبية و العرقية من هذا مسجد سلفي وهذا مسجد أشعري وهذا مسجد إخواني وهذا مسجد مغربي وهذا مسجد سوري وهذا مسجد تونسي و عدد في ذلك أسماء الدول العربية بلا حرج .
يجب أن تبنى تلك القواعد الراسخة لتقضي على هذه الظواهر وتوحد الجميع قدر المستطاع ببناءٍ جامع للمسلمين على كلمة سواء وموقف واضح يجتمع تحته كل أطياف المسلمين العرب ، مانع للفرقة والتشرذم ، ماتع بأفكاره وليونته، صانع لجيل يبني ويؤثر بإيجابية في أوروبا في كل المجالات .
عندما أتكلم لست في موقع المسؤول المحاسب المنتقد ، بل في موقع المحب الشفوق الذي يرى مناظر الفرقة تعم أرجاء المسلمين في أوروبا.
كل جالية في كل مدينة مع مسجدها منغلقين على أنفسهم ، لا يكترثون لما حولهم ، حتى لو كان في المدينة الواحدة عدة مساجد ، فالكل منغلق بقوقعة غريبة عن الآخر إما بسبب الخوف من مسلك الآخر أو بسبب الانفتاح غير المبرر أو بسبب الإنتماء العقدي والدولي وإما بسبب الممول الذي بنى المسجد …
للأسف مساجدنا الأوروبية مزخرفة بأسماء الصحابة وأسماء الله وصفاته ، ولكن في الداخل أفعال وأقوال وأعمال آخرى تناقض الأسماء الخارجية بكل شيء ، ولست أعمم .
تصوروا أن مسجداً يحمل اسماً من أسماء الله يدل على العفو والمغفرة وبين أعضاء الإدارة تهديدات تصل للطعن بالاعراض وخلافات لا يمكن ذكرها من تسلط و فرض الامر الواقع ، فأي تسامح وعفوٍ هذا !!! ، تصوروا أن ثلاثة مساجد متقاربة من بعضها ، يصومون على أيام متفرقة وكذلك العيد عندهم ، هذا يقول لك نأخذ بالحساب الفلكي وذلك بالنظرة الثابتة للهلال مع السعودية وآخر لهم حساب فلكي خاص !!!!
والناس في تلك المدينة مابين محتفل بالعيد و صائم ، كذلك الأطفال في المدرسة ، أي مدرسة تعطي إذن لطفل عنده عيد والآخر في اليوم الثاني !!!
ماذا سوف يقول عنا الأوربيين؟ ألسنا نحن دعاة الفرقة و الانقسام؟ بلى نحن من يفعل ذلك ..
التكلم عن السلبيات ليس هروباً من الواقع المرير الذي تعيشه الجالية المسلمة في أوروبا، بل هو الحل برأي كي نصل الى مفتاح الحل ، والحل موجود ولكن البعض لا يسمح لك بامتلاكه ، كي لا تضر بمصالحهم ، وكي لا تعتدي على مناصبهم ، وكي لا تسلبهم أرزاقهم بححج واهية ، ((لإن كل ديك في حديقته صياح )) كما يقول المثل ، فإن أردت توحيد الكلمة وجمع الجميع على تقويم واحد و صيام واحد و عيد واحد و موقف واحد ، سوف يسلب ذلك الديك السيطرة على حديقته و ربما تبعية الدجاج خلفه .
هناك إيجابيات وهناك مدراس تعلم العربية في المساجد و هناك دروس تقام يسترشد بها النساء وهناك مساجد يهتدي إليها الحيران و السكير و العاصي والأجنبي فيهتدي قلبه ويدخل الإسلام، ويكفي أن فيها الصلوات الخمس و الجمعة والتراويح ، هذا شيء عظيم بفضل الله .
ولكن الهدف الأكبر من ذلك كله هو توحد المساجد والمسلمين في المدينة الواحدة على الأقل ، فهل سوف نشهد هذا التحول الجميل في السنوات القادمة أم أننا سوف نبقى متفرقين ، محتكمين الى العنصريات في كل شيء ، رغم أننا نسمع الخطيب يتكلم عنها مراراً وتكراراً !!!
على الجمعيات والمجالس القائمة حالياً أن تكون على قدر المسؤولية فإما أن تتبنى هذه الخيارات بجدية وتعمل عليها وتفتح باباً لمن أراد أن يساهم ويؤثر وتبتعد عن النمطية والحزبية والأقدمية التي ورثناها من بلادنا ، أو تساعد في برامج حقيقية ملموسة على هدف الجمع لكلمة المسلمين ، أو
أنها سوف تبقى مخيبة للآمال منغلقة على نفسها ، وكأنها تخشى على نفسها الهلكة.
وعلى النخب المنفردة أيضا ان تعمل وتتفاعل في هذا المجال ، لا أن تبقى تغرد علينا في تويتر أو لقاءاتها المتلفزة بالعدل والمساواة و الحب و الاندماج الصحيح وهي بعيدة كل البعد عن تلك الدعوات ..
نريد نخب تعمل لله والمجتمع الأوروبي والإسلامي لتكون الصورة فعلا واضحة أن ديننا دين وسطية لا دين تطرف وإرهاب .
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)} [ سورة فصلت ]