مسلمون و كفى : بقلم الشيخ فياض العبسو
ألا يكفينا الإسلام ؟!
قال تعالى: ( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم …).
الإسلام يجمعنا والأحزاب تفرقنا .
من انتسب إلى حزب معين فإنه سوف يخسر الآخرين .
لأنه غالبا ما يتعصب لحزبه وجماعته .
قال تعالى:
( وكل حزب بما لديهم فرحون ) .
التعصب أعمى وهو مذموم ممقوت .
فحبك الشيء يعمي ويصم كما روي في الحديث .
والإنصاف من الإيمان وهو عزيز هذه الأيام .
وهو يقتضي ذكر ما للشخص وما عليه .
قال تعالى: ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) .
فالإنصاف خير الأوصاف وهو حلة الأشراف .
قال تعالى: ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ) .
( ولا تنسوا الفضل بينكم ) .
وإنما يعرف الفضل لأهله ذووه .
قال العلامة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:
يتهمني العلمانيون بالتشدد
ويتهمني الإسلاميون بالتساهل
وأنا لا أقيد نفسي في حزب أو مذهب معين .
الإسلام قومية العالم الإسلامي
كما قال العلامة أبو الحسن الندوي رحمه الله .
الإسلام أكبر من أن يحجم في حزب أو جماعة معينة
إلا جماعة المسلمين .
وليس هناك حزب أو جماعة معينة تمثل الإسلام إلا جماعة المسلمين مجتمعة على الخير والحق والعدل والهدى .
ولا تجتمع الأمة على خطأ أو ضلالة كما روي في الحديث .
إن كانت هذه المسميات ستفرق الأمة وتمزق شملها فلا حاجة لنا بها .
أما إن كانت العلاقة بينها علاقة تكاملية بحيث يكمل بعضها بعضا فأهلا ومرحبا بها .
نحن بحاجة إلى منهج السلف الصالح في نقاء العقيدة وصفاء النية .
وبحاجة إلى الصوفية الحقة في تزكية النفس والتربية الروحية .
نحن لا نقدس الأشخاص ولا نبيع عقولنا لأحد ولا نتعصب إلا للحق .
مرجعيتنا القرآن والسنة ندور معهما حيث دارا .
وما أجمل ما قاله السيد رشيد رضا رحمه الله:
نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه .
وقال الأستاذ عبد الحليم أبو شقة صاحب كتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة:
نتعاون فيما اتفقنا عليه ونتحاور فيما اختلفنا فيه .
يجب علينا أن نلتقي لنرتقي بمستوى الأمة التي كثرت جراحاتها ونكباتها ورمتها الأمم عن قوس واحدة .
يقول الشاعر محمود غنيم رحمه الله:
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصا جناحاه
ويقول شاعر الأندلس أبو البقاء الرندي:
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان
ويبقى الأمل …
يقول الطغرائي في لامية العجم:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل !
نجمع ولا نفرق… نبني ولا نهدم… نصلح ولا نفسد… نيسر ولا نعسر… نبشر ولا ننفر .
كتب مهمة أنصح بها:
1- مسلمون وكفى
للشيخ عبد الكريم الخطيب رحمه الله .
2- الإسلام وكفى
للدكتور شوقي أبو خليل رحمه الله .
3- إسلام بلا مذاهب
د. مصطفى الشكعة رحمه الله .
4- إسلام بلا مشاكل
للأستاذ عبد الرزاق نوفل رحمه الله .
5- كفوا ألسنتكم عمن قال لا إله إلا الله
د. رؤوف شلبي رحمه الله .
6- أهل القبلة كلهم موحدون ومساجدهم مساجد التوحيد
للشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية بمصر رحمه الله .
7- لا سنة ولا شيعة
د. محمد علي الزعبي
مع التحفظ على هذا العنوان .
نحن لا مشكلة لدينا مع الشيعة .
مشكلتنا مع الروافض الصفويين الفرس المجوس الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
اللهم اجمعنا على الخير والحق والهدى .
اللهم أعد للمسلمين عزهم ومجدهم .
اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة .
اللهم فرج عنا وعن المسلمين ما نحن فيه واكشف البلاء عنا وعن جميع المسلمين والطف بنا وبالمسلمين فيما جرت به المقادير ودبر لنا فإنا لا نحسن التدبير وردنا إليك ردا جميلا يا رب العالمين .
كتبها فياض العبسو
9 ربيع الأول 1441ھ
6/11/2019